حب من طرف واحد
العلاقات الناجحة والصحية لها علامات واضحة وآثار إيجابية على أطرافها، بحيث تراهم يستمتعون بالسعادة والفرح معظم أوقاتهم.
وفي المقابل، مع العلاقات غير المتوازنة وغير الطبيعية، مثل علاقة الحب من طرف واحد، نجد أن هناك شخص من الطرفين يشعر بالرضا عن العلاقة والسعادة الناتجة عن العاطفة، ولكن على الجانب الآخر هناك طرف لا يشاركه هذا الشعور.
ورغم أن بعض الناس يعتقدون أن هذا النوع من العلاقات غير شائع، إلا أن الدراسات أثبتت أن هذا النوع من العلاقات شائع جدًا، والسبب الرئيسي وراء ذلك غالبًا ما يكون حاجة الناس الشديدة للعلاقات العاطفية.
علامات الحب من طرف واحد
هناك العديد من العلامات التي تؤكد أن هذا الحب يكون من طرف واحد، وذلك إذا نظر الشخص الذي يحب أو يعجب به بعناية إلى طبيعة هذه العلاقة بحيادية، ومن هذه العلامات ما يلي:
مقدار الجهد المبذول
جميع العلاقات الإنسانية تحتاج إلى بعض الجهد لتستمر ولكي يكون لها تأثير إيجابي على أطرافها، أما العلاقات العاطفية فتتطلب جهداً مضاعفاً مقارنة بالعلاقات الأخرى، كالعلاقات الأسرية أو علاقات الصداقة.
إذا كان الحب من طرف واحد، ستلاحظين أن الجهد الذي يبذله أحد طرفي العلاقة كبير، فيقع على عاتقه تنظيم اللقاءات والرحلات والاحتفالات المشتركة.
غالبا ما يكون هناك طرف يخصص معظم وقته للعلاقة ومتطلباتها، ولكن دون أن يحصل على أي شيء في المقابل، وبشكل عام فإن الطرف الآخر لا يهتم بهذا الجهد.
أولويات مختلفة
العلاقات العاطفية الطبيعية غالباً ما تكون لها أهداف مشتركة تجمعهم وتوحد مستقبلهم وتزيد من ارتباطهم ببعضهم البعض، وبالتالي فإن هذا سيزيد من قوة العلاقة.
لكن الوضع يختلف في العلاقات الأحادية، حيث نجد أن الطرف المحب يسخر كل موارده ليكون مع الشخص المحبوب من خلال خلق التقارب في الأنشطة والهوايات والأنشطة التي تجمعهما، بل ويحرص على التواجد معه في المستقبل أيضًا بالتخلي عن بعض أحلامه، أو حتى جميعها. فقط لخلق أرضية صلبة لهذه العلاقة.
ومن ناحية أخرى نرى أن الطرف الحبيب يفضل قضاء معظم وقته مع الأصدقاء والعائلة، ولا يقدر المجهود المبذول لخلق بيئة مشتركة بينه وبين الطرف الآخر، ودائماً لديه عذر واحد وهو هو أن وقته لا يسمح له بقضاء المزيد من الوقت مع الطرف المحب.
كما أنه لا يقدم أي تنازلات فيما يتعلق بالمستقبل وما يحمله من أحلام يمكن تحقيقها للطرفين. إنه دائمًا يهتم فقط بأحلامه ويسعى لتحقيقها بشكل فردي.
مبادرة للتواصل
غالباً ما يبادر الطرف المحب بالاتصال هاتفياً وإلكترونياً، فقط للاطمئنان على الطرف الآخر والتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
بينما الرد من المحبوب هو الإهمال والتهرب والمماطلة في الرد على هذه الدعوات والرسائل.
لذلك عندما يجد الشخص أن التواصل قد توقف عندما يكون قد انقطع كل مبادراته للتواصل مع الطرف الآخر لفترة طويلة، ولا يوجد استجابة من الشخص الآخر، أو محاولة واحدة للتواصل منه، فهذا أحدها من أكبر علامات الحب من طرف واحد.
أخذ زمام المبادرة للاعتذار
الشخص المحب هو شخص معتذر دائماً، فهو يسعى دائماً لإصلاح العلاقة بينه وبين الطرف الآخر، حتى لو اضطر إلى الاعتذار عن خطأ لم يرتكبه أو عن شيء لا يستحق الاعتذار، مثل اختيار شيء ما. .
لذلك إذا كنت تجد نفسك دائما أنت الطرف الأضعف، أي أنك من يخطئ دائما، فأنت من يجب أن يعتذر حتى تنجح العلاقة. هناك شيء خاطئ في هذه العلاقة.
يجب عليك مراجعة نفسك والعلاقة، لأن الاستمرار على هذا النحو غالباً ما يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية بداخلك نتيجة تدني احترام الذات.
الشعور بالتعب والإرهاق
يعد الشعور بالتعب والإرهاق بشكل متكرر من أكثر علامات الحب من طرف واحد شيوعاً، حيث يجد الشخص الواقع في الحب نفسه منهكاً نفسياً وحتى جسدياً دون سبب وجيه.
لكن بالنظر إلى محاولاته المستمرة وما تستنزفه من جهد عقلي ونفسي وجسدي، سنرى أن هذا أمر طبيعي، لأن كل ذلك يشكل ضغطاً غير طبيعي على الإنسان المحب.
بالإضافة إلى التفكير المستمر في أبسط الأمور المتعلقة بالشخص المحبوب، مثل ما الذي أغضبه أو ضايقه هل كان شيئًا فعلته أم كان لديه مشكلة لا أعرف عنها شيئًا، كل هذه الأسئلة والتفكير تسبب الإرهاق والنفسية التعب، وفي أغلب الأحيان تكون المشكلة في وجوده مع أحد. ليس لديه أي نوع من المشاعر العاطفية.
السيطرة باسم الحب
هل تتذكرون عندما ذكرنا أن الشخص الواقع في الحب غالباً ما يكون هو الشخص الضعيف في العلاقة الأحادية، ونتيجة لذلك يستغل الشخص الواقع في الحب هذا الوضع لإحكام السيطرة عليه باسم الحب؟
المحبوب ليس احمق. فهو يعلم أن الطرف الآخر من السهل السيطرة عليه، وبناءً على ذلك يبدأ بإصدار التعليمات والتعليقات المتعلقة بأصغر التفاصيل المتعلقة بالحبيب، مثل من يجب أن يقيم علاقة معه ومن يجب أن يكون صديقاً مقرباً.
ومن الممكن أيضًا التحكم في أشياء بسيطة مثل طريقة تصرف الشخص وتحدثه، ومظهره الخارجي مثل الملابس.
لذلك لا بد من الإشارة إلى أن هذا النوع من السلوك لا يمكن أن يغفر لأنه يتم بدافع المحبة. لا نعرف النوايا طبعا، لكن بشكل عام وباتفاق علماء النفس، هذا النوع من السلوك غير طبيعي، ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام، ولا ينبغي لأحد أن يقبله لأنه من باب المحبة. .
كيف يتحول الحب من جانب واحد إلى جانبين
لا تظهر الحب والاهتمام المفرط. وهذا لا يعني أن نمتنع، بل أن نقلل من الكمية الزائدة من هذا الحب الذي يظهر لنا.
إبراز الصفات الحميدة التي تمتلكها، دون تصنّع أو تصنّع أو مبالغة. كل ما يهم هو أن نهتم بترك أثر طيب في نفوس الآخرين، حتى لو لم نحصل على أي شيء في المقابل.
التركيز على التواجد، خاصة عند الحاجة.
وفي النهاية، يجب علينا قبول الأمر كما هو، واتخاذ القرار بناءً على المعطيات المتوفرة لدينا، والأخذ في الاعتبار كافة العواقب المحتملة.
هل يدوم الحب من طرف واحد؟
غالباً ما يتمتع الشخص المحب في هذا النوع من العلاقات بالسلام النفسي ولديه أمل كبير، وهذا ما يجعله يقدم الكثير ولا يتوقع أي شيء في المقابل في أغلب الأحيان.
لكن على الرغم من ذلك فإن هذا النوع من العلاقات عادة لا يكتمل لأنه من المنطقي أن يشعر الطرف المحب أن هناك شيئا ليس على ما يرام لأنه يستمر في تقديم الحب والاهتمام والوقت والجهد بشكل مستمر، بينما الطرف الآخر لا يقدم أي شيء. وحتى لا يشعر في أغلب الأحيان بالرضا عن العلاقة. والامتنان لها.
بشكل عام، عندما يستمر الشخص في تقديم التضحيات وتغيير أولوياته من أجل إرضاء الطرف الآخر، ولكن دون جدوى، ودون أي تغيير أو تقدم في العلاقة، فمن المؤكد أنه سيأتي وقت تنقلب فيه الموازين.
لذلك، إذا لم تتحول العلاقة الأحادية (علاقة الحب من طرف واحد) إلى علاقة صحية ومتوازنة، أي إلى علاقة حب متبادل من الطرفين، فهي على الأغلب لن تستمر، وحتى لو استمرت واستمر، سيصاحبه الكثير من المتاعب والآلام النفسية.