تجربتي مع عملية استئصال القولون كان لها الأثر النفسي الكبير علي، حيث أن القولون جزء من الأمعاء الغليظة، وغالباً ما يقوم الطبيب بإجراءها على الأشخاص الذين يعانون من الأورام أو بعض المشاكل التي تتطلب إزالة القولون كله أو جزء منه. هذه العملية صعبة إلى حد ما، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تنتبهوا، كما يمكنني أن أرفق لكم تفاصيل تجارب عدة أشخاص خضعوا لنفس العملية.
تجربتي مع استئصال القولون
تجربتي مع عملية استئصال القولون كانت من التجارب القاسية التي جعلتني أشعر بالألم والخوف والقلق الشديد. منذ فترة طويلة وأنا أعاني من تقلبات كثيرة في الجهاز الهضمي وهي:
- الإسهال المستمر.
- ألم شديد في البطن.
- الشعور بالانتفاخ والغازات غير المريحة.
- الشعور بالثقل وعدم الراحة.
لكن رغم ذلك لم أكن أعلم بالعلاقة بين ذلك وبين القولون، ولم أكن أعلم أن ذلك بسبب أنني أعاني من مشاكل فيه، لذلك بحثت عن بعض المشروبات الطبيعية التي من شأنها أن تساعدني على الشعور ببعض الراحة، وأنا وفعلاً شربت مشروبات دافئة، وجعلتني أشعر براحة موضعية، أي أن الأمر لم ينجح معي، وقررت الذهاب إلى الطبيب، لمعرفة السبب وراء ما كنت أشعر به. أمر الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لمعرفة سبب الألم الذي كنت أعاني منه طوال الوقت. قمت بإجراءهم، وأظهروا أن هناك ضررًا كبيرًا في القولون، وأخبرني أنه من الضروري إجراء عملية استئصال القولون بالكامل، حيث أن تركها قد يشكل خطرًا على حياتك، كلام الطبيب صدمني كالصدمة صاعقة. شعرت بالخوف والقلق الشديد، وبما أن الطبيب أخبرني بأنني أعاني من ورم في القولون نتيجة التهاب القولون التقرحي، وعندما وجدني الطبيب قلقا وحزينا أخبرني بعدة أشياء منها:
- يجب ألا يعود السرطان والأورام بعد استئصال القولون.
- وفي بعض الحالات تظهر الأورام مرة أخرى، نتيجة انتشارها في عضو آخر قبل اكتشافها وعلاجها.
فاطمأن قلبي كثيرًا، وجهزت بالفعل للعملية كما قال لي الطبيب، وحاولت أن أبقى هادئًا للغاية. وقد خضعت لها، وقام الطبيب بعمل فتحة في جنبي لإخراج البراز وطرد الفضلات من الجسم، ويتم ذلك عن طريق قيام الجراح بربط الأمعاء الدقيقة بفتحة في البطن، وهذه الفتحة تسمى “ الفغرة.” ثم وضع الطبيب كيسا في هذه الفتحة ليجمع البراز فيها، وقال إن هذه الحالة للأسف ستكون دائمة، لكن الحمد لله أنني بعد فترة تخلصت من هذه الآلام ومن الورم الخبيث الذي كان يسكن جسدي، و تجربتي مع إزالة القولون تم حلها بأمان دون أي مضاعفات.
عملية جراحية لإزالة جزء من القولون
إحدى السيدات التي وجدتها تتحدث عن تجربتها خلال تجربتي مع عملية استئصال القولون تقول إنها كانت تعاني منذ أشهر طويلة من نزيف مستمر، وتم تشخيص حالتها بأنها تعاني من التهاب القولون التقرحي، وكانت تلجأ إلى العلاج الذي وصفه لها الطبيب الموصوفة لها، وتحاول أن تتجنب الأمور التي تزيد الوضع سوءًا. لكنها لا تجد أي تحسن، وعندما ذهبت إلى الطبيب أخبرها أنه يجب عليها إجراء عملية جراحية فوراً، وعدم تأخير هذا الأمر إطلاقاً، لأن هذا النزيف قد يؤدي إلى وفاتها لا قدر الله، وال فقالت لها الطبيبة إنها يجب أن تقرر خلال يومين على الأكثر، لأن الانتظار يزيد الوضع سوءا. وبالفعل قررت بعد أن تحدثت مع زوجها، فهو يعرف أكثر من شخص كان يعاني من هذا الأمر، وقام بإجراء العملية، وأصبح بخير بفضل الله، وفعلا قام الطبيب بإجراء العملية. وقام بإزالة الأجزاء التالفة منه فقط، ومن ثم وصله بالأمعاء الدقيقة، لتتم عملية الإخراج بشكل طبيعي. وأضافت أيضًا تعليقًا، أن هذه التجربة أثرت فيّ كثيرًا، وأخبرني الطبيب بعدة ملاحظات وتعليمات، وشدد على أن أتبعها بعد العملية في رحلة تعافيي لأصبح في أفضل الأحوال، فقال:
- تجنب تناول الأطعمة غير المطبوخة، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الألياف الغذائية.
- أداء بعض التمارين البسيطة.
- تناول العلاج الذي وصفه لك الطبيب في موعده، والعمل على الاستمرار في تناوله حتى لو شعرت بالتحسن.
- في حالة حدوث الإمساك، لا بد من مراجعة الطبيب، حتى يصف له بعض الأدوية الملينة.
- عدم وجود مشاكل في الجهاز الهضمي؛ ويتم ذلك من خلال الحفاظ على الطعام الذي يتم تناوله، حيث يجب تناول الأطعمة ولكن بكميات قليلة.
- تجنب التعرض للإرهاق والتعب قدر الإمكان.
وبعد أن اتبعت كافة التعليمات والنصائح التي أخبرني بها الطبيب، بدأت أشعر بالتحسن فعلياً بعد مرور حوالي أسبوع وانتهت تجربتي مع عملية استئصال القولون، وذلك لرغبتي الشديدة في التخلص من هذا المرض الصحي.
مضاعفات استئصال القولون
أما هذه التجربة فهي من التجارب المؤلمة التي سمعت عنها. وقالت إحدى السيدات إنها عاشت هذه التجربة مع والدها الذي كان عمره 65 عاما، وكان يعاني من مشاكل كثيرة في الجهاز الهضمي لدرجة أنه كان يبكي من شدة الألم، لكنه لم يرغب في الذهاب لأي طبيب، لأنه لا يفضل العلاج والأدوية ونحوها. لكن الأمر أصبح شديدا للغاية، مما جعلها تحدد له موعدا مع الطبيب، وأجبرته هي وإخوتها على أن يفحصه الطبيب، وفعلا ذهبوا، وبمجرد فحصه الطبيب تغير وجهه. وأخبرنا أن هناك بعض الاختبارات السريعة التي يجب إجراؤها خلال يوم واحد على الأكثر. وكانت النتائج صادمة، حيث كان والدي يعاني من مرض كرون الذي لا تجدي له العلاجات الدوائية، بالإضافة إلى انسداد معوي، وهذه من الحالات الطارئة التي تتطلب جراحة فورية، وهذا صحيح. وقمنا بتحضير والدي كما قال الطبيب وذلك من خلال ما يلي:
- التوقف عن تناول أي علاج لتجنب حدوث مضاعفات أثناء العملية.
- تجنب التدخين خلال هذه الفترة، لأنه يؤثر سلباً على المريض.
- إذا كان يشرب المشروبات الكحولية فيجب عليه تجنبها قبل وبعد العملية.
- الصيام حوالي 12 ساعة قبل العملية.
- وقد وصف لنا الطبيب محاليل معينة تساعد على تنظيف الأمعاء قبل إجراء العملية.
وبالفعل قمنا بتجهيز والدي تماماً كما قال، ولكن الطبيب أجرى العملية ولم يتمكن من ترك أي جزء سليم من القولون، فحدثت معه مضاعفات كثيرة بعد العملية وهي:
- كان يعاني من جلطات دموية في ساقيه.
- المعاناة من نزيف حاد.
- تليها الانسداد الرئوي.
- كما أصيب بعدوى بكتيرية.
وفي النهاية أدى ذلك إلى وفاته، نظراً لكبر سنه وعدم قدرته على تحمل كل هذه التعقيدات. لقد أصابنا هذا الخبر كالصاعقة، حيث تمنينا أن يشفى تماماً مما كان يعاني منه.
استئصال القولون بالمنظار
وبالإضافة إلى تعافي ونجاح تجربتي مع عملية استئصال القولون، فقد وجدت تجربة أخرى ناجحة لصديق أخي. وعندما جاء لزيارتي بعد العملية روى لي قائلاً: تجربتي مع عملية استئصال القولون بدأت عندما شعرت بألم مفاجئ في البطن لا يحتمل. في الواقع، كان الألم في البداية خفيفًا جدًا. كنت أتناول له مسكنات، لكني لم أنتبه للأمر، وكنت أقول أن هذا مجرد عرض وأنه سينتهي، لكن الألم استمر، وزاد شيئًا فشيئًا، ولكن حتى جاء هذا اليوم الذي بدأت بالصراخ من الألم الشديد، وأخذني إخوتي إلى المستشفى، وفعلاً فعلت ذلك. لقد فقدت السيطرة على نفسي تمامًا، وجاء الطبيب وقام بفحصي، وطلب إجراء بعض الفحوصات والإشاعات فورًا. وبعد أن رأى الطبيب نتائج الإشاعات والتحاليل، طلب على الفور تجهيز غرفة العمليات، وبعد ذلك أخبر إخوتي أنني بحاجة إلى إجراء عملية استئصال القولون بشكل فوري، لأنني كنت أعاني من مشكلة ما. انسداد معوي، وكنت خائفًا جدًا، لكن الطبيب بدأ بتهدئتي، وأخبرني أنه سيقوم بإجراء عملية الاستئصال باستخدام المنظار، وشرح لي الخطوات:
وفعلاً دخلت غرفة العمليات ولم يتم إجراء سوى عملية استئصال جزئي للقولون. وبقيت في المستشفى حتى شفيت تماما. وعندما غادرت، وصف لي الطبيب بعض الأدوية والمسكنات، وطلب مني اتباع التعليمات التي ستساعدني على الشفاء سريعًا، وفعلًا اتبعتها وأصبحت بخير. وأنصح الجميع أي شخص تظهر عليه أي أعراض لم يشعر بها من قبل أن يتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحص والكشف المبكر عن الأمراض.